الَّتِي
أُورِثْتُمُوها)[١]. والعطف على (إِنَّ الَّذِينَ
يَتْلُونَ). و (الَّذِي أَوْحَيْنا
إِلَيْكَ) اعتراض لبيان كيفيّة التوريث.
(الَّذِينَ اصْطَفَيْنا
مِنْ عِبادِنا) يعني : علماء الأمّة ، من أهل البيت ، وسائر الصحابة ،
ومن بعدهم. أو الأمّة بأسرهم ، فإنّ الله اصطفاهم على سائر الأمم ، كقوله :
(وَكَذلِكَ
جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ)[٢]. واختصّهم بكرامة الانتماء إلى أفضل رسل الله ، وحمل
الكتاب الّذي هو أفضل الكتب.
وقيل : هم
الأنبياء ، اختارهم الله برسالته وكتبه.
وقيل : هم
المصطفون الداخلون في قوله : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى) إلى قوله : (وَآلَ إِبْراهِيمَ
وَآلَ عِمْرانَ)[٣].
والمرويّ عن
الباقر والصادق عليهماالسلام أنّهما قالا : «هي لنا خاصّة ، وإيّانا عنى».
وهذا أقرب
الأقوال ، لأنّهم أحقّ الناس بوصف الاختصاص والاجتباء ، وإيراث علم الأنبياء. وهم
الّذين كانوا متعبّدين بحفظ القرآن وبيان حقائقه ، العارفين بجلائله ودقائقه.
(فَمِنْهُمْ ظالِمٌ
لِنَفْسِهِ) بالتقصير في العمل به (وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ) يعمل به في أغلب الأوقات (وَمِنْهُمْ سابِقٌ
بِالْخَيْراتِ) بضمّ التعليم والإرشاد إلى العمل.