(قُلِ) للمشركين توبيخا وتهكّما واستخفافا (ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ) أي : زعمتموهم آلهة. وهما مفعولا «زعم». حذف الأوّل
لطول الموصول بصلته. والثاني لقيام صفته مقامه. ولا يجوز أن يكون هو مفعوله الثاني
، لأنّه لا يلتئم مع الضمير كلاما. ولا «لا يملكون» لأنّهم لا يزعمونه ، وكيف
يتكلّمون بما هو حجّة عليهم؟! والمعنى : ادعوهم فيما يهمّكم من جلب نفع أو دفع ضرّ
، ليستجيبوا لكم في ذلك ، إن صحّ دعواكم. ولمّا دعوتموهم فلم يستجيبوا لكم ، فكيف
يصحّ أن يدعى كما يدعى الله ، ويرجى كما يرجى.
ثمّ أجاب عنهم
إشعارا بتعيّن الجواب ، وأنّه لا يقبل المكابرة ، فقال :
(لا يَمْلِكُونَ
مِثْقالَ ذَرَّةٍ) زنة ذرّة من خير أو شرّ (فِي السَّماواتِ وَلا
فِي الْأَرْضِ) أي : في أمرهما. وذكرهما للعموم العرفي. أو لأنّ آلهتهم
بعضها سماويّة كالملائكة والكواكب ، وبعضها أرضيّة كالأصنام. أو لأنّ الأسباب
القريبة للشرّ