ثمّ أخبر
سبحانه عن قصّة سبأ بما دلّ على حسن عاقبة الشكور ، وسوء عاقبة الكفور ، فقال :
(لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ) لأولاد سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. ومنع الصرف عنه
ابن كثير وأبو عمرو ، لأنّه صار اسم القبيلة. وعن ابن كثير : قلب همزته ألفا.
وهو أبو عرب
اليمن كلّها. وقد يسمّى به القبيلة.
وفي الحديث عن
فروة بن مسيك أنّه قال : سألت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن سبأ أرجل أم امرأة؟ فقال : «هو رجل من العرب ، ولد
عشرة ، تيامن [١] منهم ستّة ، وتشاءم منهم أربعة. فأمّا الّذين تيامنوا :
فالأزد ، وكندة ، ومذحج ، والأشعرون ، وأنمار ، وحمير. فقال رجل من القوم : ما
أنمار؟ قال : الّذين منهم خثعم وبجيلة.
فالمعنى : لقد
كان لقبيلة سبأ (فِي مَسْكَنِهِمْ) في مواضع سكناهم. وهي باليمن ، يقال لها : مأرب ، بينها
وبين صنعاء مسيرة ثلاث. وقرأ حمزة وحفص بالإفراد والفتح [٢]. والكسائي
بالكسر ، حملا على ما شذّ من القياس ، كالمطلع
[١] تيامن : ذهب ذات
اليمين ، أو أخذ ناحية اليمين ، أو أتى اليمن. وتشاءم وتشأّم : أخذ نحو شماله ، أو
أتى الشام.