ثمّ عاد سبحانه
إلى الحكاية عن الكفّار ، فقال : (وَقالَ الَّذِينَ
كَفَرُوا) قال بعضهم لبعض ، أو القادة للأتباع ، استبعادا وتعجّبا
(هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى
رَجُلٍ) يعنون محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإن كان مشهورا علما في قريش ، وكان إنباؤه بالبعث
شائعا عندهم ، لكن هنا نكّروه قصدا منهم إلى الطنز والسخريّة ، فأخرجوه مخرج
التحلّي ببعض الحكايات الّتي يحاكى بها للضحك والتلهّي ، متجاهلين به وبأمره.
(يُنَبِّئُكُمْ) يحدّثكم بأعجب الأعاجيب (إِذا مُزِّقْتُمْ
كُلَّ مُمَزَّقٍ) أي : يمزّق أجسادكم البلى كلّ ممزّق (إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) أي : إنّكم تنشؤن خلقا جديدا ، بعد أن تمزّق أجسادكم
كلّ تمزيق ـ أي : تبدّدت أجزاؤكم كلّ تبديد ـ وتفرّق كلّ تفريق ، بحيث تصير ترابا
ورفاتا.