ثمّ خاطب
سبحانه المظهرين للإيمان ، فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى) أي : لا تؤذوا محمّدا كما آذى بنو إسرائيل موسى ، فإنّ
حقّ النبيّ أن يعظّم ويبجّل ، لا أن يؤذى (فَبَرَّأَهُ اللهُ
مِمَّا قالُوا) فأظهر براءته من قولهم ، أي : من مقولهم ، يعني :
مؤدّاه ومضمونه ، وهو الأمر المورث للعيب.
فلا يقال : إنّ
لفظة «ما» إمّا مصدريّة أو موصولة ، وأيّهما كان فكيف تصحّ البراءة منه؟
واختلفوا فيما
أوذي به موسى عليهالسلام. فعند بعضهم أنّ قارون حرّض امرأة على قذفه بنفسها ،
فعصمه الله ، كما مرّ في القصص [١].