(سُنَّةَ اللهِ فِي
الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ) مصدر مؤكّد ، أي : سنّ الله ذلك في الأمم الماضية ، وهو
أن يقتل الّذين نافقوا الأنبياء ، وسعوا في وهنهم بالإرجاف ونحوه حيثما ثقفوا.
والسنّة : الطريقة في تدبير الحكم. وسنّة رسول الله : طريقته الّتي أجراها بأمر
الله تعالى ، فأضيفت إليه. ولا يقال : سنّته إذا فعلها مرّة أو مرّتين ، لأنّ
السنّة الطريقة الجارية المستمرّة. (وَلَنْ تَجِدَ
لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً) لأنّه لا يبدّلها ، ولا يقدر أحد أن يبدّلها.
روي : أنّ
المشركين كانوا يسألون رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن وقت قيام الساعة استعجالا على سبيل الهزء ، واليهود
يسألونه امتحانا ، لأنّ الله تعالى عمّى وقتها في التوراة وفي كلّ كتاب ، فأمر
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يجيبهم بأنّه علم قد استأثره الله لنفسه ، لم يعلّمه
أحدا ، فقال :
(يَسْئَلُكَ النَّاسُ
عَنِ السَّاعَةِ) عن وقت قيامها ، استهزاء وتعنّتا ، أو امتحانا (قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللهِ) لم يطلع عليه ملكا ولا نبيّا.