ولمّا أمر الله
سبحانه العباد بالصلاة والسلام على نبيّه ، هدّدهم إن آذوه بالألسن والأيدي ، فقال
:
(إِنَّ الَّذِينَ
يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) يرتكبون ما يكرهانه ولا يرضيان به ، من الكفر والمعاصي
، قولا وفعلا. أو يؤذون رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بكسر رباعيته ، وقولهم : شاعر مجنون.
وقيل : ذكر
الله للتعظيم له. فجعل أذى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أذى له ، تشريفا له وتكريما. فكأنّه يقول : لو جاز أن
يناله أذى من شيء لكان ينالني من هذا.
وقيل : أذى
الله هو قول اليهود والنصارى والمشركين : يد الله مغلولة ، وثالث ثلاثة ، والمسيح
ابن الله ، والملائكة بنات الله ، والأصنام شركاؤه.
وقيل : قول
الّذين يلحدون في أسمائه وصفاته.
وعن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيما حكى عن ربّه : «شتمني ابن آدم ، ولم ينبغ له أن
يشتمني. وآذاني ، ولم ينبغ له أن يؤذيني. فأمّا شتمه إيّاي فقوله : إنّي اتّخذت
ولدا. وأمّا أذاه فقوله : إنّ الله لا يعيدني بعد أن بدأني».
وروي عن
الخاصّة والعامّة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال في حقّ فاطمة عليهاالسلام :