ولمّا أعطى
الله العباد أفضل نعمه ، وهو إرسال خاتم النّبيين عليهم ، أمرهم بأنواع ذكره ، من
التحميد والتسبيح والتهليل والتكبير ، شكرا على أن جعلهم من أمّة خاتم النبيين صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً) أثنوا عليه بضروب الثناء ، من التقديس والتحميد
والتهليل والتمجيد ، وسائر ما هو أهله في جميع الأوقات.
روي عن ابن
عبّاس عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «من عجز عن الليل أن يكابده ، وجبن عن العدوّ أن
يجاهده ، وبخل بالمال أن ينفقه ، فليكثر ذكر الله عزوجل».
(وَسَبِّحُوهُ) ونزّهوه عن جميع ما لا يليق به (بُكْرَةً وَأَصِيلاً) أوّل النهار وآخره خصوصا. وتخصيصهما بالذكر للدلالة على
فضلهما على سائر الأوقات ، لكونهما مشهودين ، كتخصيص جبرئيل وميكائيل بين الملائكة
ليبيّن فضلهما عليهم ، وكإفراد التسبيح من جملة الأذكار ، لأنّه العمدة فيها ،
فإنّ معناه تنزيه ذاته عمّا لا يجوز عليه من الصفات والأفعال ، وتبرئته من
القبائح.