روي : أنّ
أزواج النبيّ حين رأين الفتح والنصرة في الغزوات ، وكثرة الغنائم ، سألنه شيئا
منها ، وطلبن منه ثياب الزينة وزيادة النفقة ، وبالغن في ذلك ، وقد تأذّى منه رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم واغتمّ ، فنزلت :
(يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ) وكنّ يومئذ تسعا : عائشة ، وحفصة ، وأمّ حبيبة بنت أبي
سفيان ، وسودة بنت زمعة ، وأمّ سلمة بنت أبي اميّة. فهؤلاء من قريش.
وصفيّة بنت
حييّ الخيبريّة ، وميمونة بنت الحارث الهلاليّة ، وزينب بنت جحش الأسديّة ،
وجويرية بنت الحارث المصطلقيّة.
(إِنْ كُنْتُنَّ
تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا) أي : سعة العيش في الدنيا والتنعّم فيها (وَزِينَتَها) وزخارفها (فَتَعالَيْنَ) وأصل «تعال» أن يقول من في المكان المرتفع لمن في
المكان المنخفض ، ثمّ كثر حتّى استوت في استعماله الأمكنة جميعا.
(أُمَتِّعْكُنَ) أعطكنّ متعة الطلاق ، أي : كمتعة المطلّقة الّتي لم
يسمّ مهرها ، ولم يكن مدخولا بها. فإن كانت مدخولا بها ومفروضا لها فالتمتيع سنّة.
وقد مرّ تفصيل ذلك في سورة البقرة [١]. وقيل : أمتّعكنّ بتوفير المهر.
(وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً
جَمِيلاً) واطلّقكنّ طلاقا من غير ضرر ، فإنّ السراح
[١] راجع ج ١ ص ٣٦٤ ـ
٣٦٩ ذيل الآية ٢٢٩ ـ ٢٣١ من سورة البقرة.