روي : أنّ
جماعة من الصحابة نذروا إذا لقوا حربا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثبتوا وقاتلوا ، حتّى يستشهدوا أو يفتح الله على رسوله
، فنزلت في شأنهم :
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ) من الثبات مع الرسول ، والمقاتلة لإعلاء الدّين. من :
صدقني وكذبني ، إذا قال لك الصدق والكذب ، فإنّ المعاهد إذا وفى بعهده فقد صدق
فيه.
(فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى
نَحْبَهُ) نذره ، بأن قاتل حتّى استشهد ، كحمزة ومصعب بن عمير
وأنس بن النضر. والنحب : النذر. واستعير للموت ، لأنّه كنذر لازم في رقبة كلّ
حيوان ، فإن مات فقد قضى نحبه ، أي : نذره. (وَمِنْهُمْ مَنْ
يَنْتَظِرُ) الشهادة.
وهم سواهم من
خلّص المؤمنين. (وَما بَدَّلُوا) العهد ، ولا غيّروه (تَبْدِيلاً) شيئا من التبديل. وفيه تعريض بمن بدّلوا من أهل النفاق
ومرضى القلب.
وروى الحاكم
أبو القاسم الحسكاني بالإسناد عن عمرو بن ثابت ، عن أبي إسحاق ، عن عليّ عليهالسلام قال : «فينا نزلت : (رِجالٌ صَدَقُوا ما
عاهَدُوا اللهَ). فأنا والله المنتظر ، وما بدّلت تبديلا» [١].