ولمّا أعرضوا
عن آيات القرآن مع ظهور إعجازه ، ووضوح صدقه ، سلّى نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله :
(وَلَقَدْ آتَيْنا
مُوسَى الْكِتابَ) كما آتيناك الكتاب ، ولقّيناه مثل ما لقّيناك من الوحي
، فأعرضوا عن أحكام كتابه ، كما أعرضوا عن أحكام كتابك (فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ) في شكّ (مِنْ لِقائِهِ) من لقائك الكتاب ، أي : من أنّك لقيت مثله ، ولا تلتفت
إلى إعراض المعاندين. ونظيره قوله : (فَإِنْ كُنْتَ فِي
شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ
قَبْلِكَ)[١]. وقوله : (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى
الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ)[٢]. فإرجاع الضمير إلى الكتاب باعتبار الجنسيّة.
وملخّص المعنى
: إنّا آتيناك من الكتاب مثل ما آتيناه منه ، فليس ذلك ببدع حتّى ترتاب فيه ، أو
من لقائك موسى.
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «رأيت ليلة أسري بي موسى عليهالسلام ، رجلا آدم طوالا جعدا [٣] ، كأنّه