ثمّ أخبر
سبحانه عن حال المؤمنين بقوله : (إِنَّما يُؤْمِنُ
بِآياتِنَا) أي : يصدّق بالقرآن وسائر حججنا (الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها) وعظوا بها (خَرُّوا سُجَّداً) خوفا من عذاب الله ، وتواضعا وخشوعا وامتثالا له (وَسَبَّحُوا) ونزّهوه عمّا لا يليق به ، كالعجز عن البعث (بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) حامدين له ، شكرا على ما وفّقهم للإسلام ، وآتاهم الهدى
(وَهُمْ لا
يَسْتَكْبِرُونَ) عن الإيمان ، ولا يستنكفون عن طاعته ، كما يفعل من يصرّ
مستكبرا كأن لم يسمعها. ومثله قوله : (إِنَّ الَّذِينَ
أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ
سُجَّداً وَيَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا)[١].
ثمّ وصف سبحانه
المؤمنين المذكورين ، فقال : (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ) ترتفع وتتنحّى (عَنِ الْمَضاجِعِ) الفرش ومواضع النوم (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) داعين إيّاه ، أو عابدين (خَوْفاً) لأجل خوفهم من سخطه (وَطَمَعاً) ولأجل طمعهم في رحمته. وعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في تفسيرها : قيام العبد من الليل.
وروى الواحدي
بالإسناد عن معاذ بن جبل قال : بينا نحن مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في غزوة تبوك ، وقد أصابنا الحرّ ، فتفرّق القوم ، فإذا
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أقربهم منّي ، فدنوت منه فقلت : يا رسول الله أنبئني
بعمل يدخلني الجنّة ،