وأمّا قوله : (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ
سَنَةٍ)[١] فإنّه أراد سبحانه على الكافر ، فجعل الله ذلك اليوم
عليه مقدار خمسين ألف سنة ، فإنّ المقامات في يوم القيامة مختلفة.
ثمّ أكّد
سبحانه ما تقدّم من دلائل وحدانيّته وأعلام ربوبيّته ، فقال : (ذلِكَ) أي : الّذي يفعل ذلك ويقدر عليه (عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) هو العالم بما يشاهد وما لا يشاهد ، فيدبّر أمرهما على
وفق الحكمة (الْعَزِيزُ) على أمره ، المنيع في ملكه (الرَّحِيمُ) على العباد في تدبيره.
(الَّذِي أَحْسَنَ
كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) أي : حسّن خلقه ، لأنّه ما من شيء خلقه إلّا وهو مرتّب
على ما اقتضته الحكمة وأوجبته المصلحة. فجميع المخلوقات حسنة ،