إلى ما يقولون فيه على خلاف ذلك ، إنكارا له وتعجيبا منه ، فإنّ «أم» هي
المنقطعة.
ثمّ أضرب عنه
إلى إثبات أنّه الحقّ المنزل من الله ، وبيّن المقصود من تنزيله ، فقال : (لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ
مِنْ قَبْلِكَ) إذ كانوا أهل الفترة (لَعَلَّهُمْ
يَهْتَدُونَ) بإنذارك إيّاهم. وفيه وجهان : أن يكون على الترجّي من
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كما كان : (لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ
أَوْ يَخْشى)[١] على الترجّي من موسى وهارون. وأن يستعار لفظ الترجّي
للإرادة.
واعلم أنّه لا
يلزم من عدم إتيان نذير قبل زمان البعثة عدم الحجّة عليهم ، لأنّ أدلّة العقل
الموصلة إلى معرفة الله وتوحيده معهم في كلّ زمان. نعم ، لم يقم عليهم قيام الحجّة
بالشرائع الّتي لا يدرك علمها إلّا بالرسل.