وقيل : أراد
إبراهيم عليهالسلام أن يغفر الله لأجله خطيئة من يشفّعه فيه ، فأضافه إلى
نفسه ، كقوله سبحانه لنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ
ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ)[١].
وإنّما حذف
الياءات لأنّها رؤوس الآيات.
وهذا الكلام من
إبراهيم عليهالسلام إنّما صدر على وجه الاحتجاج على قومه ، والإخبار بأنّه
لا يصلح للإلهيّة إلّا من فعل هذه الأفعال.
ثمّ حكى الله
سبحانه عن نبيّه أنّه سأله وقال : (رَبِّ هَبْ لِي
حُكْماً) كمالا في العلم والعمل أستعدّ به لخلافة الحقّ ورئاسة
الخلق. وقيل : نبوّة ، لأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ذو حكمة وذو حكم بين عباد الله. (وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) أي : وفّقني للكمال في العمل ، لأنتظم به في عداد
الكاملين في الصلاح ، الّذين لا يشوب صلاحهم كبير ذنب ولا صغيره. أو اجمع بيني
وبينهم في الجنّة. وفي هذا دلالة على عظم شأن الصلاح ، وهو الاستقامة على ما أمر
الله به ودعاه إليه.
(وَاجْعَلْ لِي لِسانَ
صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) أي : ثناء حسنا في آخر الأمم ، وذكرا