responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 5  صفحه : 296

يُتِمَّ الرَّضاعَةَ) [١]. وذكر الفصال هاهنا لما تلحق الأمّ من المشقّة به أيضا ، فليكن الاهتمام بالإحسان والبرّ في حقّها أكثر من حقّ الأب. ومن ثمّ قال عليه‌السلام ـ لمن قال له : من أبرّ؟ ـ : أمّك ، ثمّ أمّك ، ثمّ أمّك. ثمّ قال بعد ذلك : ثمّ أباك.

(أَنِ اشْكُرْ لِي) على نعمائي بالحمد والطاعة (وَلِوالِدَيْكَ) بالبرّ والصلة.

و «أن» تفسير لـ «وصّينا» ، أو علّة له ، أو بدل من «والديه» بدل الاشتمال. (إِلَيَّ الْمَصِيرُ) فأحاسبك على شكرك وكفرك.

(وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) باستحقاقه الإشراك تقليدا لهما. وقيل : أراد بنفي العلم به نفيه ، أي : لا تشرك بي ما ليس بشيء. يريد الأصنام ، كقوله : (ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ) [٢]. (فَلا تُطِعْهُما) في ذلك (وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً) صحابا معروفا حسنا ، يرتضيه الشرع ، ويقتضيه الكرم والمروءة ، من خلق جميل وحلم واحتمال مكروه وبرّ وصلة ، وغير ذلك.

(وَاتَّبِعْ) في الدين (سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَ) بالتوحيد والإخلاص في الطاعة.

وهو النبيّ ومتابعيه من المؤمنين. ولا تتّبع سبيلهما في الكفر ، وإن كنت مأمورا بحسن مصاحبتهما في الدنيا مراعاة لحقّ الأبوّة والأمومة ، وتعظيما لهما ، وما لهما من المواجب الّتي لا يسوغ الإخلال بها.

ثمّ بيّن حكمهما في الآخرة فقال : (ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ) مرجعك ومرجعهما (فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) بأن أجازيك على إيمانك ، وأجازيهما على كفرهما.

والآيتان معترضتان في تضاعيف وصيّة لقمان ، تأكيدا لما فيهما من النهي عن الشرك ، كأنّه قال : وقد وصّينا بمثل ما وصّى به. وذكر الوالدين للمبالغة في ذلك ، فإنّهما مع أنّهما تلو الباري في استحقاق التعظيم والطاعة ، لا يجوز أن يستحقّاه في


[١] البقرة : ٢٣٣.

[٢] العنكبوت : ٤٢.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 5  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست