responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 5  صفحه : 249

به إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : تصدّق به.

وهذه الآية من الآيات البيّنة الشاهدة على صحّة النبوّة ، وأنّ القرآن من عند الله ، لأنّها إنباء عمّا سيكون ، وهو الغيب الّذي لا يعلمه إلّا الله.

(لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ) من قبل كونهم غالبين ، وهو وقت كونهم مغلوبين (وَمِنْ بَعْدُ) ومن بعد كونهم مغلوبين ، وهو وقت كونهم غالبين ، أي : له الأمر حين غلبوا وحين يغلبون ، ليس شيء منهما إلّا بقضائه ، وتلك الأيّام نداولها بين الناس.

وعن أبي سعيد الخدري قال : التقينا مع رسول الله ومشركي العرب ، والتقت الروم وفارس ، فنصرنا الله على مشركي العرب ، ونصر الروم على المجوس ، ففرحنا بنصر الله إيّانا على المشركين ، ونصر أهل الكتاب على المجوس. فذلك قوله : (وَيَوْمَئِذٍ) ويوم تغلب الروم على فارس (يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ) إيّاهم ، ومن له كتاب على من لا كتاب له ، لما فيه من انقلاب التفاؤل ، وظهور صدقهم فيما أخبروا به المشركين ، وغلبتهم في رهانهم ، وازدياد يقينهم وثباتهم في دينهم ، ولأنّهم مقدّمة لنصرهم على المشركين.

وقيل : بنصر الله المؤمنين بإظهار صدقهم فيما أخبروا به المشركين من غلبة الروم. أو بأنّه ولّى بعض الظالمين بعضا ، وفرّق بين كلمتهم ، حتّى تفانوا وتناقصوا ، وفلّ [١] هؤلاء شوكة هؤلاء ، وفي ذلك قوّة للإسلام.

وعن أبي سعيد الخدري : وافق ذلك يوم بدر ، وفي هذا اليوم نصر المؤمنون.

(يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ) فينصر هؤلاء تارة وهؤلاء اخرى (وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) ينتقم من عباده بالنصر عليهم تارة ، ويتفضّل عليهم بنصرهم اخرى.

(وَعْدَ اللهِ) مصدر مؤكّد لنفسه ، أي : وعد الله ذلك وعدا ، لأنّ ما قبله في معنى الوعد ، كقولك : له عليّ ألف درهم اعترافا (لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ) بظهور الروم


[١] أي : كسر.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 5  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست