لاجترائهم ، أي : ألم يعلموا أنّ في جهنّم مثوى للكافرين ، حتّى اجترءوا
مثل هذه الجرأة؟! (وَالَّذِينَ جاهَدُوا
فِينا) في حقّنا ، ومن أجلنا ، ولوجهنا خالصا. وأطلق المجاهدة
ولم يقيّدها بمفعول ، ليعمّ جهاد الأعادي الظاهرة والباطنة بأنواعه. فكأنّه قال :
والّذين جاهدوا الكفّار ابتغاء مرضاتنا وطاعة لنا ، وجاهدوا أنفسهم في هواها خوفا
منّا.
(لَنَهْدِيَنَّهُمْ
سُبُلَنا) سبل السير إلينا ، والوصول إلى غاية التقرّب لنا. أو
لنزيدنّهم هداية إلى سبيل الخير ، وتوفيقا لسلوكها ، كقوله : (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً)[١]. وفي الحديث : «من عمل بما علم ورّثه الله علم ما لا
يعلم».
وعن بعضهم :
إنّ الّذي نرى من جهلنا بما لا نعلم ، إنّما هو من تقصيرنا فيما نعلم. (وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) بالنصر والإعانة.