responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 5  صفحه : 217

حاله فيهم بحال أبيه إبراهيم ، وقعت هذه الجملة معترضة بين قصّته.

(أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ) من مادّة وغيرها. وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر بالتاء ، على تقدير القول. (ثُمَّ يُعِيدُهُ) إخبار بالإعادة بعد الموت.

معطوف على «او لم يروا» لا على «يبدئ» ، فإنّ الرؤية غير واقعة عليه. ويجوز أن تؤوّل الإعادة ، بأن ينشئ في كلّ سنة مثل ما كان في السنة السابقة ، من النبات والثمار ونحوهما. فحينئذ تعطف على «يبدئ».

(إِنَّ ذلِكَ) الإشارة إلى الإعادة ، أو إلى ما ذكر من الأمرين (عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) إذ لا يفتقر في فعله إلى شيء.

(قُلْ) يا إبراهيم ، أو يا محمّد (سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ) على اختلاف الأجناس والصفات (ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ) بعد النشأة الّتي هي الإبداء ، فإنّ الإبداء والإعادة نشأتان ، من حيث إنّ كلّ واحد منهما اختراع وإخراج من العدم.

والإفصاح باسم الله ، مع إيقاعه مبتدأ بعد إضماره في «بدأ» ، والقياس عكسه ، للدلالة على أنّ المقصود بيان الإعادة ، لأنّ الكفّار ينكرونها.

والمعنى : أنّهم لمّا أقرّوا بالإبداء لزمهم أن يقرّوا بالإعادة ، فإنّها مثل الإبداء ، فإنّ من عرف بالقدرة على الإبداء ، ينبغي أن يحكم له بالقدرة على الإعادة ، لأنّها أهون ، فيقدر على النشأة الآخرة ، كما قدر على النشأة الأولى. فللدلالة على هذا المعنى أبرز اسمه وأوقعه مبتدأ. والكلام في هذا العطف ما مرّ [١]. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو : النّشاءة ، كالرآفة.

(إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) لأنّ قدرته لذاته ، ونسبة ذاته إلى كلّ الممكنات على السواء ، فيقدر على النشأة الاخرى ، كما قدر على النشأة الأولى.


[١] في ذيل قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ).

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 5  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست