ولمّا حكم بأنّ
العاقبة الحسنى للمتّقين ، وأكّد ذلك بوعد المحسنين ووعيد المسيئين ، وعد رسوله
بالعاقبة المحمودة ، فقال : (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ
عَلَيْكَ الْقُرْآنَ) أوجب عليك تلاوته ، وتبليغه ، والعمل بما فيه (لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) أيّ معاد ، أي : معاد ليس لغيرك من البشر. وتنكير
المعاد لذلك.
وهو المقام
المحمود الّذي وعدك أن يبعثك فيه.
وقيل : المراد
به مكّة ، فإنّ الله سبحانه ردّه إليها يوم الفتح. ووجه تنكيره : أنّها كانت في
ذلك اليوم معادا له شأن ، ومرجعا له اعتداد ، لغلبة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليها ، وقهره لأهلها ، ولظهور عزّ الإسلام وأهله ،
وذلّ الشرك وحزبه. ولمّا كانت السورة مكّيّة ، فكأنّ الله وعده وهو بمكّة في أذى
من أهلها : أنّه يجعله مهاجرا منها ، ثمّ يعيده إليها ظاهرا ظافرا.