ولمّا ذكر
قارون من أهلك من قبله من القرون الّذين كانوا أقوى منه وأغنى ، أكّد ذلك بقوله :
(وَلا يُسْئَلُ عَنْ
ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) سؤال استعلام ، فإنّه تعالى مطّلع عليها ، فلا يحتاج
إلى سؤالهم عنها. أو سؤال معاتبة ، فإنّهم يعذّبون بها بغتة.
وملخّص المعنى
: أنّ الله تعالى مطّلع على ذنوب المجرمين كلّهم ، فيعاقبهم عليها لا محالة. وهذا
كقوله : (فَيَوْمَئِذٍ لا
يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌ)[١]. وأمّا قوله : (فَوَ رَبِّكَ
لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)[٢] فإنّما هو سؤال توبيخ وتقريع.