وروي : أنّ
موسى أجابها ليتبرّك برؤية الشيخ ، ويستظهر بمعرفته ، لا طمعا في الأجر ، لما نقل
أنّه لمّا جاءه وأخبره قصّته ، وعرّفه أنّه من بيت النبوّة من أولاد يعقوب ، قدّم
إليه طعاما فامتنع عنه ، وقال : إنّا أهل بيت لا نبيع ديننا بالدنيا. قال شعيب :
هذه عادتنا مع كلّ من ينزل بنا ، وأنّ من فعل معروفا وأهدي بشيء لم يحرم أخذه.
(فَلَمَّا جاءَهُ
وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ) هو مصدر كالعلل ، سمّي به المقصوص. والمعنى : حدّث
شعيبا ما حدث من قتل القبطي ، وأنّهم يطلبونه ليقتلوه قصاصا. (قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ
الظَّالِمِينَ) يريد : فرعون وقومه. فلا سلطان له بأرضنا ، ولسنا في
مملكته.