أنّهم ما يفعلون غير التكذيب ، ولا يشتغلون بغيره. ومثاله : أن تقول لراعيك
ـ وقد عرفت أنّه يأكل نعمك ويفسدها ـ : أتأكل نعمي وتفسدها؟ مع علمك أنّه لا يعمل
بها إلّا الأكل والإفساد ، لتبهته وتعلمه علمك بأنّه لا يجيء منه إلّا أكلها
وإفسادها ، وأنّه لا يقدر أن يدّعي حفظها وإصلاحها ، لما شهر من خلاف ذلك.
والكفّار
يخاطبون بهذا القول قبل كبّهم في النار ، ثمّ يكبّون فيها. وذلك قوله : (وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ) ووجب عليهم ، وحلّ بهم العذاب الموعود ، وهو كبّهم في
النار (بِما ظَلَمُوا) بسبب ظلمهم ، وهو التكذيب بآيات الله (فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ) باعتذار ، لشغلهم بالعذاب ، وعظم هول ما يشاهدونه. ومثل
ذلك قوله : (هذا يَوْمُ لا
يَنْطِقُونَ)[١].