(وَقالَ الَّذِينَ
كَفَرُوا) بإنكارهم البعث (أَإِذا كُنَّا تُراباً
وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ) هذا كالبيان لعمههم. والعامل في «إذا» ما دلّ عليه «أإنّا
لمخرجون» وهو : نخرج ، لا «مخرجون» لأنّ كلّا من الهمزة و «إن» واللام مانعة من
العمل فيما قبلها ، فكيف إذا اجتمعن؟ وتكرير الهمزة للمبالغة في الإنكار. والمراد
بالإخراج الإخراج من الأجداث ، أو من حال الفناء إلى حال الحياة.
وقرأ نافع :
إذا كنّا ، بهمزة واحدة مكسورة. وابن عامر والكسائي : إنّنا لمخرجون ، بنونين على
الخبر.
(لَقَدْ وُعِدْنا هذا) أي : هذا البعث (نَحْنُ) في ما مضى (وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ) من قبل وعد محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم. وتقديم «هذا» على «نحن» لأنّ المقصود بالذكر هو البعث
، وحيث أخّر فالمقصود به المبعوث. (إِنْ هذا إِلَّا
أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) أحاديثهم وأكاذيبهم الّتي كتبوها.
ثمّ هدّدهم على
التكذيب ، وخوّفهم بأن ينزل بهم مثل ما نزل بالمكذّبين قبلهم ، فقال : (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ
كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ) أي : الكافرين. والتعبير عنهم بوصف الإجرام ، ليكون
لطفا بالمؤمنين في ترك الجرائم وتخوّف عاقبتها. ولم تلحق علامة التأنيث بفعل
العاقبة ، لأنّ تأنيثها غير حقيقيّ ،