(وَعِبادُ الرَّحْمنِ) مبتدأ خبره (أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ
الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا)[١] وما بينهما صفات لهم. ويجوز أن يكون خبره قوله : (الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ) وإضافتهم إلى الرحمان للتخصيص والتفضيل ، فيريد أفاضل
عباده. وهذا كما يقال : ابني من يطيعني ، أي : ابني الّذي أنا عنه راض ، ويكون
توبيخا لأولاده الّذين لا يطيعونه. أو لأنّهم الراسخون في عبادته ، على أنّ عباد
جمع عابد ، كتاجر وتجار.
(هَوْناً) حال ، أي : هيّنين. أو صفة للمشي ، أي : مشيا هيّنا.
وعلى التقديرين مصدر وصف به. والهون : الرفق واللين. والمعنى : أنّهم يمشون بسكينة
وتواضع ، لا يضربون بأقدامهم أشرا وبطرا. ولذلك كره بعض العلماء الركوب في الأسواق
، لقوله : (وَيَمْشُونَ فِي
الْأَسْواقِ)[٢].
وعن أبي عبد
الله عليهالسلام أنّه قال : «هو الرجل يمشي بسجيّته الّتي جبل عليها ،
لا يتكلّف ولا يتبختر».
(وَإِذا خاطَبَهُمُ
الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً) تسلّما منكم لا نجاهلكم ، ومتاركة لكم ، لا خير بيننا
ولا شرّ ، أي : نتسلّم منكم تسلّما. فأقيم السلام مقام التسلّم.
وقيل : معناه :
قالوا سدادا من القول ، يسلمون فيه من الإيذاء والإثم. ويؤيّده قوله :