(إِنَّ عِبادِي) يعني : المخلصين. وتعظيم الإضافة ، والتقييد في قوله : (إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)[١] يخصّصهم. (لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ
سُلْطانٌ) أي : على إغوائهم قدرة (وَكَفى بِرَبِّكَ
وَكِيلاً) يتوكّلون عليه في الاستعاذة منك على الحقيقة.
ولمّا تقدّم
ذكر الشيطان وذكر المشركين وعبدة الأوثان ، احتجّ سبحانه بدلائل التوحيد والإيمان
، فقال : (رَبُّكُمُ الَّذِي
يُزْجِي) يجري ويسيّر (لَكُمُ الْفُلْكَ فِي
الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) أي : من الريح وأنواع الأمتعة الّتي لا تكون عندكم (إِنَّهُ كانَ بِكُمْ رَحِيماً) حيث هيّأ لكم ما تحتاجون إليه ، وسهّل عليكم ما تعسّر من
أسبابه.