(فَبُعْداً لِلْقَوْمِ
الظَّالِمِينَ) يحتمل الإخبار والدعاء. و «بعدا» مصدر : بعد إذا هلك.
يقال : بعد بعدا وبعدا ، نحو : رشد رشدا ورشدا. وهو من المصادر الّتي تنصب بأفعال
لا يستعمل إظهارها. واللام لبيان من دعي عليه بالبعد ، نحو : (هَيْتَ لَكَ)[١]. و «لما توعدون». ووضع الظاهر موضع ضميرهم للتعليل.
(ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ
بَعْدِهِمْ) بعد قوم هود ، أو صالح (قُرُوناً آخَرِينَ) يعني : قوم صالح على الأوّل ، ولوط وشعيب وغيرهم. وعن
ابن عبّاس : بني إسرائيل.
(ما تَسْبِقُ مِنْ
أُمَّةٍ أَجَلَها) الوقت الّذي حدّ لهلاكها. و «من» مزيدة للاستغراق ، (وَما يَسْتَأْخِرُونَ) الأجل.
(ثُمَّ أَرْسَلْنا
رُسُلَنا تَتْرا) متواترين واحدا بعد واحد. من الوتر ، وهو الفرد.
والتاء بدل من
الواو ، كتولج وتيقور [٢]. والألف للتأنيث ، على وزن فعلى ، لأنّ الرسل جماعة.
وقرأ أبو عمرو بالتنوين ، على أنّه مصدر بمعنى المتواترة ، وقع حالا.
(كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً
رَسُولُها كَذَّبُوهُ) إضافة الرسول مع الإرسال إلى المرسل ، ومع المجيء إلى
المرسل إليهم ، لأنّ الإرسال الّذي هو مبدأ الأمر منه والمجيء الّذي هو منتهاه
إليهم.