نزوله ، كقوله : (فَلَمْ يَزِدْهُمْ
دُعائِي إِلَّا فِراراً)[١]. والحكمة في إنزاله ـ مع أنّهم يزدادون النفور عند
إنزال القرآن ـ إلزام الحجّة ، وقطع المعذرة في إظهار الدلائل الّتي تحسن التكليف.
وعن سفيان : كان إذا قرأها قال : زادني لك خضوعا ما زاد أعداءك نفورا.
ثمّ بيّن
التوحيد بأوضح البيان ، فقال : (قُلْ لَوْ كانَ مَعَهُ
آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ) ايّها المشركون. وقرأ ابن كثير وحفص بالياء فيه وفيما
بعده ، على أنّ الكلام مع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ووافقهما نافع
وابن عامر وأبو بكر وأبو عمرو ويعقوب في الثانية ، على أنّ الأولى ممّا أمر الرسول
أن يخاطب به المشركين ، والثانية ممّا نزّه به نفسه عن مقالتهم. (إِذاً لَابْتَغَوْا إِلى ذِي الْعَرْشِ
سَبِيلاً) جواب عن قولهم ، وجزاء لـ «لو».
والمعنى :
لطلبوا إلى من له الملك والربوبيّة طريقا بالمغالبة ، كما يفعل الملوك بعضهم مع
بعض ، فإنّ الشريكين في الإلهيّة يكونان متساويين في صفات الذات ، ويطلب أحدهما
مغالبة صاحبه ليصفو له الملك. وفيه إشارة إلى برهان التمانع ، كقوله : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ
لَفَسَدَتا)[٢].
قيل : معناه
ليقربوا إليه بالطاعة ، لعلمهم بقدرته وعجزهم ، كقوله :