عليهم جوابا. ولا يجوز أن تكون «أن» ناصبة ، لأنّها لا تقع بعد أفعال
اليقين. (وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا
وَلا نَفْعاً) ولا يقدر على إنفاعهم وإضرارهم ، ومن كان بهذه الصفة
فإنّه لا يصلح للعبادة.
روي عن مقاتل :
لمّا مضى من موعد موسى خمسة وثلاثون يوما ، أمر السامريّ بني إسرائيل أن يجمعوا ما
استعاروه من حليّ آل فرعون ، وصاغه عجلا في السادس والثلاثين والسابع والثامن ،
ودعاهم إلى عبادته في التاسع ، فأجابوه ، وجاءهم موسى بعد استكمال الأربعين.
(وَلَقَدْ قالَ لَهُمْ
هارُونُ مِنْ قَبْلُ) قبل عود موسى إليهم ، أو من قبل أن يقول لهم السامريّ
ما قال. كأنّه أوّل ما وقع عليه بصره حين طلع من الحفرة توهّم ذلك ، وبادر تحذيرهم
بقوله : (يا قَوْمِ إِنَّما
فُتِنْتُمْ بِهِ) بالعجل. يعني : أنّ الله شدّد عليكم التعبّد ، فلا
تعبدوا العجل (وَإِنَّ رَبَّكُمُ
الرَّحْمنُ) لا غير (فَاتَّبِعُونِي
وَأَطِيعُوا أَمْرِي) في الثبات على الدين.
(قالُوا لَنْ نَبْرَحَ) لا نزال (عَلَيْهِ) على العجل وعبادته (عاكِفِينَ) مقيمين