ثمّ بيّن مقال
أهل الكفر والطغيان عند العجز عن معارضة القرآن ، فقال : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ) مرتلات الألفاظ ، مبيّنات المعاني ، ملخّصات المقاصد ،
إمّا محكمات ، أو متشابهات قد تبعها البيان بالمحكمات ، أو بتبيين الرسول. أو
المراد : واضحات الإعجاز ، قد تحدّى بها فلم يقدر على معارضتها. أو حجبا وبراهين.
وعلى هذا فالوجه أن تكون حالا مؤكّدة ، كقوله : (وَهُوَ الْحَقُّ
مُصَدِّقاً)[١] لأنّ آيات الله لا تكون إلّا واضحة وحججا.
(قالَ الَّذِينَ
كَفَرُوا) جحدوا بآياتنا (لِلَّذِينَ آمَنُوا) لأجلهم وفي معناهم ، كقوله تعالى : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا
لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا)[٢] أو معهم ، أي : يواجهونهم به ويناطقونهم. (أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ) من المؤمنين بالآيات والكافرين الجاحدين لها (خَيْرٌ مَقاماً) موضع قيام. وقرأ ابن كثير بالضمّ ، أي : موضع إقامة
ومنزل. (وَأَحْسَنُ نَدِيًّا) مجلسا ومجتمعا للانتداء والتحديث.