نَبِيًّا) أي : أرسله الله إلى الخلق فأنبأهم عنه ، ولذلك قدّم «رسولا».
قال في الجامع [١] والكشّاف [٢] ما حاصله : أنّ الرسول أخصّ وأعلى ، من حيث إنّه صاحب
شريعة وكتاب ، بخلاف النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(وَنادَيْناهُ مِنْ
جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ) من ناحيته اليمنى من اليمين ، وهي الّتي تلي يمين موسى.
أو من جانبه الميمون ، من اليمن. وهو صفة للطور أو الجانب. والطور جبل في أرض
الشام.
(وَقَرَّبْناهُ) تقريب تشريف ، لا تقريب مكان ومسافة. وشبّهه بمن قرّبه
الملك لمناجاته ، حيث كلّمه بغير واسطة ملك ، بأن خلق الكلام في الشجر (نَجِيًّا) مناجيا ، حال من أحد الضميرين. وقيل : مرتفعا ، من
النجوة ، وهو الارتفاع ، لما روي عن أبي العالية : أنّه رفع فوق السماوات حتّى سمع
صرير القلم الّذي كتبت به التوراة.
(وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ
رَحْمَتِنا) من أجل رحمتنا (أَخاهُ) معاضدة أخيه ومؤازرته ، إجابة لدعوته : (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي)[٣] وهو مفعول أو بدل. (هارُونَ) عطف بيان له (نَبِيًّا) حال منه.
وعن ابن عبّاس
: كان هارون عليهالسلام أسنّ من موسى عليهالسلام ، فوقعت الهبة على معاضدته ومؤازرته.