تكذيب لهم فيما يصفونه ـ من أنّه ابن الله وأنّه إله ـ على الوجه الأبلغ
والطريق الأوضح ، حيث جعله موصوفا بأضداد ما يصفونه.
(قَوْلَ الْحَقِ) خبر محذوف ، أي : هو قول الحقّ الّذي لا ريب فيه.
والإضافة للبيان. والضمير للكلام السابق ، أو لتمام القصّة. وقيل : صفة عيسى أو
بدل ، أو خبر ثان. ومعناه : كلمة الله.
وإنّما قيل
لعيسى «كلمة الله» و «قول الحقّ» لأنّه لم يولد إلّا بكلمة الله وحدها ، وهي قوله
: «كن» من غير واسطة أب ، تسمية للمسبّب باسم السبب.
وقرأ عاصم وابن
عامر ويعقوب : قول بالنصب ، على أنّه المدح إن فسّر بكلمة الله ، أو مصدر مؤكّد
لمضمون الجملة إن أريد قول الثبات والصدق ، كقولك : هو عبد الله حقّا.
(الَّذِي فِيهِ
يَمْتَرُونَ) في أمره يشكّون ، من المرية ، وهي الشكّ. أو يتنازعون ،
فقالت اليهود : ساحر كذّاب ، وقالت النصارى : ابن الله وثالث ثالثة.
ثمّ كذّب الله
النصارى ، ونزّه ذاته عمّا بهتوه ، فقال : (ما كانَ لِلَّهِ أَنْ
يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحانَهُ) يعني : ما كان ينبغي لله أن يتّخذه ، أي : ما يصلح له
ولا يستقيم ، فإنّ من اتّخذ