قال عليّ بن
إبراهيم في تفسيره [١] : لمّا أخبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قريشا بخبر أصحاب الكهف ، وانجرّ الكلام إلى هاهنا ،
قالوا : أخبرنا عن العالم الّذي أمر الله تعالى موسى أن يتبعه من هو؟ وكيف تبعه؟
وما قصّته؟ فنزلت : (وَإِذْ قالَ مُوسى) بتقدير : اذكر (لِفَتاهُ) يوشع بن نون بن افرائيم بن يوسف عليهالسلام ، فإنّه كان يخدمه ويصحبه ويتبعه ، ولذلك سمّاه فتاه.
وقيل : كان يأخذ منه العلم. وقيل : لعبده. وفي الحديث : ليقل أحدكم فتاي وفتاتي ،
ولا يقل : عبدي وأمتي.
(لا أَبْرَحُ) أي : لا أزال أسير ، فحذف الخبر ، لدلالة حاله ـ وهو
السفر ـ وقوله : (حَتَّى أَبْلُغَ
مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ) من حيث أنّه يستدعي ذا غاية ، على الخبر المحذوف.
ويجوز أن يكون
أصله : لا يبرح مسيري حتّى أبلغ ، على أنّ «حتّى أبلغ» هو الخبر ، فحذف المضاف
وأقيم المضاف إليه مقامه ، فانقلب الضمير والفعل عن لفظ الغائب إلى لفظ المتكلّم.
وهو وجه لطيف. وأن يكون «لا أبرح» بمعنى : لا أزول عمّا أنا عليه من السير والطلب
، بمعنى : ألزم المسير والطلب ، ولا أفارقه حتّى أبلغ ، فلا يستدعي الخبر.
ومجمع البحرين
ملتقى بحري فارس والروم ممّا يلي المشرق ، وعد لقاء الخضر فيه. وقيل : هو طنجة.
وقيل : أفريقية. وقيل : البحران موسى وخضر عليهماالسلام ، فإنّ موسى كان