روي أنّه لمّا
نزلت : (مَنْ ذَا الَّذِي
يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً)[١] قالت اليهود : إنّ الله فقير يستقرض منّا ونحن أغنياء.
وقيل : قائله حييّ بن أخطب. فنزلت : (لَقَدْ سَمِعَ اللهُ
قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ) ذو حاجة ، لأنّه يستقرض منّا (وَنَحْنُ أَغْنِياءُ) عن الحاجة ، وقد علموا أنّ الله لا يطلب القرض ، وإنّما
ذلك تلطّف في الاستدعاء إلى الإنفاق ، وإنّما قالوه تلبيسا على عوامهم.
وقيل : كتب
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كتابة أرسلها مع أبي بكر إلى يهود بني قينقاع يدعوهم
إلى الإسلام وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وأن يقرضوا الله قرضا حسنا. فدخل أبو
بكر بيتا من مدارسهم ، فوجد ناسا كثيرا منهم اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له فنحاص
بن عازورا ، فدعاهم إلى الإسلام والصلاة والزكاة. فقال فنحاص : إن كان ما يقول
حقّا فإنّ الله إذا لفقير ونحن أغنياء ، ولو كان غنيّا لما استقرضنا أموالنا. فغضب
أبو بكر فلطم على وجه فنحاص ، وقال : لو لا الّذي بيننا وبينكم من