responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 599

يصلحنا إلّا عام نرعى فيه الشجر ونشرب فيه اللبن ، وقد بدا لي أن لا أخرج إليها ، وأكره أن يخرج محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فالحق بالمدينة وثبّطهم ولك عندي عشر من الإبل. فخرج نعيم فوجد المسلمين يتجهّزون فقال : ما هذا بالرأي أتوكم في دياركم فلم يفلت منكم أحد إلّا شريدا ، فتريدون أن تخرجوا وقد جمعوا لكم عند الموسم ، فو الله لا يفلت منكم أحد. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : والّذي نفسي بيده لأخرجنّ وإن لم يخرج معي أحد ، فخرج في سبعين راكبا وهم يقولون : حسبنا الله ونعم الوكيل» [١].

(فَزادَهُمْ إِيماناً) الضمير المستكن للمقول ، أو لمصدر «قال» ، أو لفاعله إن أريد به نعيم وحده. والبارز للمقول لهم. والمعنى : أنّهم لم يلتفتوا إلى هذا القول ولم يضعفوا ، بل ثبت به يقينهم بالله ، وازداد إيمانهم ، وأظهروا حميّة الإسلام ، وأخلصوا النيّة عنده. وزيادة الإيمان ظاهر إن جعل الطاعة من جملته. وإن لم نجعلها منه فالمراد أنّ اليقين يزداد بالإلف وكثرة التأمّل ، وتناصر الحجج ، ومشاهدة كثرة البيّنات ، كزيادة اطمئنان القلب والاعتقاد ، وبضمّ المشاهد بالشواهد في قول إبراهيم عليه‌السلام : (وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) [٢].

(وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ) محسبنا وكافينا ، من : أحسبه إذا كفاه. ويدلّ على أنّه بمعنى المحسب أنّه لا يستفيد بالإضافة تعريفا في قولك : هذا رجل حسبك ، لأنّ إضافته لكونه في معنى اسم الفاعل غير حقيقيّة. (وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) ونعم الموكول إليه هو.

(فَانْقَلَبُوا) فرجعوا من بدر (بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ) عافية وسلامة وثبات على الإيمان (وَفَضْلٍ) وربح في التجارة ، فإنّهم لمّا أتوا بدرا ، وكانت موضع سوق لهم في الجاهليّة يجتمعون إليها في كلّ عام ثمانية أيّام ، فأقاموا بها ثمان ليال ينتظرون أبا سفيان ، وقد انصرف أبو سفيان فرجع إلى مكّة ، فسمّى أهل مكّة جيشه جيش


[١] جوامع الجامع ١ : ٢٥٩ ـ ٢٦٠.

[٢] البقرة : ٢٦٠.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 599
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست