المدينة ، فأراد أن يريهم من نفسه وأصحابه قوّة ، فندب أصحابه للخروج في
طلبه وقال : لا يخرجنّ معنا إلّا من حضر يومنا بالأمس. فخرج عليهالسلام مع الجماعة حتى بلغوا حمراء الأسد ، وهي على ثمانية
أميال من المدينة ، وكان بأصحابه القرح ، فتحاملوا على أنفسهم حتّى لا يفوتهم
الأجر ، وألقى الله تعالى الرعب على قلوب المشركين فذهبوا.
وفي تفسير عليّ
بن إبراهيم أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «هل من رجل يأتينا بخبر القوم؟ فلم يجبه أحد.
فقال أمير
المؤمنين عليهالسلام : أنا آتيك بخبرهم.
قال : اذهب فإن
كانوا ركبوا الإبل وجنّبوا الخيل فإنّهم يريدون مكّة.
فمضى أمير
المؤمنين عليهالسلام على ما به من الألم والجراح حتى كان قريبا من القوم ،
فرآهم قد ركبوا الإبل وجنّبوا الخيل ، فرجع وأخبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك. فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : أرادوا مكّة.
فلمّا دخل رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المدينة نزل جبرئيل وقال : يا محمد إنّ الله يأمرك أن
تخرج ولا يخرج معك إلّا من به جراحة. فأقبلوا يضمّدون جراحاتهم