responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 56

سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ) [١] ، وللوفاق على الوقف عليه ، ولأنّهما لمّا اشتركا في الإدراك من جميع الجوانب جعل ما يمنعهما من خاصّ فعلهما الختم الّذي يمنع من جميع الجهات ، وإدراك الأبصار لمّا اختصّ بجهة المقابلة جعل المانع لها من فعلها الغشاوة المختصّة بتلك الجهة. وكرّر الجارّ ليكون أدلّ على شدّة الختم في الموضعين ، واستقلال كلّ منهما بالحكم.

وتوحيد «السمع» للأمن عن اللبس ، واعتبار الأصل ، فإنّه مصدر في أصله والمصادر لا تجمع ، أو على تقدير مضاف مثل : وعلى حواسّ سمعهم.

والأبصار جمع بصر ، وهو إدراك العين ، كما أنّ البصيرة نور القلب وهو ما به يستبصر ويتأمّل. وقد يطلق مجازا على القوّة الباصرة وعلى العضو. وكذا السمع. ويجوز أن يراد بهما في الآية العضو ، لأنّه أشدّ مناسبة للختم والتغطية ، وبالقلب ما هو محلّ العلم ، وقد يطلق ويراد به العقل والمعرفة ، كما قال الله تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ) [٢]. وإنّما جاز إمالة الألف مع الصاد لأنّ الراء المكسورة تغلب المستعلية ، لما فيها من التكرير.

والختم والكتم أخوان ، لأنّ في الاستيثاق من الشيء بضرب الخاتم عليه كتما له وتغطية لئلّا يتوصّل إليه ولا يطّلع عليه. والغشاوة الفعالة من : غشاه إذا غطّاه ، بنيت لما اشتمل على الشيء كالعصابة والعمامة. و «غشاوة» مرفوع بالابتداء عند سيبويه ، وبالجارّ والمجرور عند الأخفش.

ثم وعدهم لما يستحقّونه فقال : (وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ). العذاب كالنكال بناء ومعنى. وأصله الإمساك والمنع ، ومنه : الماء العذب ، لأنّه يقمع العطش ويردعه ، ثمّ اتّسع واطلق على كلّ ألم شديد وإن لم يكن نكالا ، أي : عقابا يردع الجاني عن المعاودة ، فهو أعمّ منهما. وقيل : اشتقاقه من التعذيب الّذي هو إزالة العذب.


[١] الجاثية : ٢٣.

[٢] ق : ٣٧.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست