فشققت بطنه فأخذت كبده وجئت به إلى هند فقلت : هذه كبد حمزة ، فأخذتها في
فمها فلاكتها ، فجعله الله في فمها مثل الداعضة ، وهي عظم رأس الركبة ، فلفظتها
ورمتها. قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : فبعث الله ملكا فحمله وردّه إلى موضعه. قال : فجاءت
إليه فقطعت مذاكيره ، وقطعت أذنيه ، وقطعت يده ورجله.
ولم يبق مع
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلّا أبو دجانة سماك بن خرشة وعليّ عليهالسلام. فكلّما حملت طائفة على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم استقبلهم عليّ عليهالسلام فدفعهم عنه ، حتى تقطّع سيفه ، فدفع إليه رسول الله
سيفه ذا الفقار. وانحاز رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى ناحية أحد فوقف. وكان القتال من وجه واحد ، فلم يزل
عليّ عليهالسلام يقاتلهم حتى أصابه في وجهه ورأسه ويديه وبطنه ورجليه
سبعون جراحة. فقال جبرائيل عليهالسلام : إنّ هذه لهي المواساة يا محمّد. فقال : إنّه منّي ،
وأنا منه. فقال جبرائيل : وأنا منكما.
قال أبو عبد
الله عليهالسلام : «نظر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى جبرائيل عليهالسلام بين السماء والأرض على كرسيّ من ذهب وهو يقول : لا سيف
إلّا ذو الفقار ، ولا فتى إلّا علي». كذا أورده عليّ بن إبراهيم في تفسيره [١].
وروي ابن أبي
إسحاق والسدّي والواقدي وابن جرير وغيرهم قالوا : كان المشركون نزلوا بأحد يوم
الأربعاء اثني عشر شوّال سنة ثلاث من الهجرة ، وخرج رسول الله إليهم يوم الجمعة ،
وكان القتال يوم السبت للنصف من الشهر. وكسرت رباعية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وشجّ في وجهه. ثم رجع المهاجرون والأنصار بعد الهزيمة ،
وقد قتل من المسلمين سبعون. وشدّ على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الأمر ، فوقى الله المسلمين ونصرهم ، فانهزم الكفّار ،
وغلب المسلمون عليهم.
[١] راجع تفسير عليّ
بن إبراهيم القمّي ١ : ١١٠ ـ ١١٦.