responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 54

غِشاوَةٌ). وهذا كما يقولون : فلان مجبول على كذا ومفطور عليه ، يريدون أنّه بليغ في الثبات عليه.

وقيل : المراد به تمثيل حال قلوبهم بقلوب البهائم الّتي خلقها الله تعالى خالية عن الفطن ، أو قلوب أشخاص مقدّر ختم الله عليها ، أي : لو قدّر وفرض ختم الله على قلوب لكانت قلوبهم مماثلة لها.

أو الختم في الحقيقة فعل الشيطان أو الكافر ، لكن لمّا كان صدوره عنه بإقداره تعالى إيّاه وتمكينه عليه أسند إليه الفعل إسناد الفعل إلى المسبّب.

أو المراد أن أعراقهم لمّا رسخت في الكفر واستحكمت بحيث لم يبق طريق إلى تحصيل إيمانهم سوى القسر والإلجاء ، ثم لم يقسرهم الله إبقاء على غرض التكليف الّذي من شأنه الاختيار ، عبّر عن تركه بالختم ، فإنّه سدّ لإيمانهم. وفيه إشعار على رسوخ أمرهم في الغيّ ، وتناهي انهماكهم في الضلال والبغي.

أو يكون ذلك حكاية لما كانت الكفرة يقولون : (قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ) [١] تهكّما واستهزاء بهم.

أو يكون ذلك في الآخرة ، وإنّما أخبر عنه بالماضي لتحقّقه وتيقّن وقوعه. ويشهد له قوله تعالى : (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً) [٢].

أو المراد بالختم وسم قلوبهم بسمة تعرفها الملائكة فيبغضونهم وينفرون عنهم. وعلى هذا المنهاج كلامنا فيما يضاف إلى الله تعالى من طبع وإضلال ونحوهما.

ولا يجوز إسناد الختم في هذه الآية ، والطبع في قوله : (أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ


[١] فصّلت : ٥.

[٢] الإسراء : ٩٧.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست