وروي أنّها
لمّا نزلت جاء أبو طلحة : فقال : «يا رسول الله إنّ أحبّ أموالي إليّ بئر حا [١] ، فضعها حيث
أراك الله. فقال : بخ بخ ذاك مال رابح أو رائح لك ، وإنّي أرى أن تجعلها في
الأقربين. فقال أبو طلحة : أفعل يا رسول الله ، فقسّمها في أقاربه».
وجاء زيد بن
حارثة بفرس كان يحبّها فقال : هذه في سبيل الله ، فحمل عليها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أسامة بن زيد. فقال زيد : إنّما أردت أن أتصدّق بها. فقال
صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ الله قد قبلها منك. وذلك يدلّ على أنّ إنفاق أحبّ
الأموال على أقرب الأقارب أفضل ، وأنّ الآية تعمّ الإنفاق الواجب والمستحبّ.
ويروي عن ابن
عمر أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم سئل عن هذه الآية فقال : «هو أن ينفق العبد المال وهو
شحيح ، يأمل الدنيا ويخاف الفقر».
(وَما تُنْفِقُوا مِنْ
شَيْءٍ) من ايّ شيء كان ، طيّب تحبّونه ، أو خبيث تكرهونه. و «من»
لبيان «ما». (فَإِنَّ اللهَ بِهِ
عَلِيمٌ) فيجازيكم بحسبه.