هكذا ، وقد أنزل الله تعالى على موسى كذلك ، لفرط جرأتهم على الله ، وقساوة
قلوبهم ، ويأسهم من الآخرة. (وَيَقُولُونَ عَلَى
اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) تأكيد وتسجيل عليهم بالكذب على الله والتعمّد فيه.
قيل : إنّ أبا
رافع القرظي من اليهود ورئيس وفد نجران قالا : يا محمّد أتريد أن نعبدك ونتّخذك
إلها؟ فقال : معاذ الله أن أعبد غير الله أو آمر بعبادة غير الله ، ما بذلك بعثني
، ولا بذلك أمرني ، فنزلت : (ما كانَ) أي : ما ينبغي ، أو لا يحلّ (لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ
وَالْحُكْمَ) أي : علم الشريعة (وَالنُّبُوَّةَ) أي : الرسالة إلى الخلق (ثُمَّ يَقُولَ
لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللهِ) أي : اعبدوني من دون الله. وقيل : ذلك تكذيب وردّ على
عبدة عيسى.
وقيل : قال رجل
: يا رسول الله نسلّم عليك كما يسلّم بعضنا على بعض ، أفلا نسجد لك؟ قال : لا
ينبغي أن يسجد لأحد من دون الله ، ولكن أكرموا نبيّكم ، واعرفوا الحقّ لأهله.
(وَلكِنْ) يقول (كُونُوا
رَبَّانِيِّينَ) الربّاني منسوب إلى الربّ بزيادة «الألف والنون ،
كاللحياني والرقباني. وهو الذي يكون شديد التمسّك بدين الله وطاعته ، يعني :
الكامل في العلم والعمل. (بِما كُنْتُمْ
تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ)