responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 483

من أمّك ، ولم يقبل قبلك أنثى ، وربّاك واختصّك بأنواع الكرامة ، وفرّغك للعبادة ، وأغناك برزق الجنّة عن الكسب.

(وَطَهَّرَكِ) من الأدناس والأقذار العارضة للنساء ، من الحيض والنفاس.

(وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ) ثانيا ، بأنّ أرسل إليك الملائكة ، ووهب لك عيسى من غير أب ، ولم يكن ذلك لأحد من النساء ، وبرّأك ممّا قذفه اليهود بإنطاق الطفل ، وجعلك وابنك آية للعالمين. ومن أنكر الكرامة لغير الأنبياء زعم أنّ ذلك إنّما كانت معجزة زكريّا ، أو تقدمة لنبوّة عيسى ، فإنّ الإجماع ثابت على أنّه تعالى لم يستنبئ امرأة ، لقوله : (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلَّا رِجالاً) [١] ، وبإجماع أهل البيت والشافعيّة يجوز ظهور الكرامة لغير الأنبياء من أهل التقوى والصلاح.

(يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) أمرت بالصلاة في الجماعة بذكر هيآتها وأركانها ، من القنوت والركوع والسجود ، مبالغة في المحافظة عليها. وقدّم السجود على الركوع إمّا لكونه كذلك في شريعتهم ، أو للتنبيه على أنّ الواو لا توجب الترتيب ، أو ليقترن «اركعي» بالراكعين ، للإيذان بأنّ من ليس في صلاتهم ركوع ليسوا مصلّين.

وقيل : المراد بالقنوت إدامة الطاعة ، كقوله تعالى : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً) [٢]. وبالسجود الصلاة ، كقوله تعالى : (وَأَدْبارَ السُّجُودِ) [٣]. وبالركوع الخشوع والإخبات.


[١] الأنبياء : ٧.

[٢] الزّمر : ٩.

[٣] ق : ٤٠.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 483
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست