الياء والتخفيف ، من : بشره يبشره. ويحيى إن كان أعجميّا فإنّما منع من
الصرف للتعريف والعجمة ، وإن كان عربيّا فللتعريف ووزن الفعل.
(مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ
مِنَ اللهِ) أي : بعيسى ، سمّي بذلك لأنّه لم يوجد إلا بكلمة الله ،
وهو قوله : كن من غير سبب ، أي : وجد بأمره تعالى دون أب ، فشابه البدعيّات الّتي
هي عالم الأمر. أو بكتاب الله تعالى ، سمّي كلمة كما قيل كلمة الحويدرة [١] لقصيدته (وَسَيِّداً) يسود قومه ويفوقهم في الشرف والعلم والعبادة أو الحال ،
وكان فائقا للناس كلّهم في أنّه ما همّ بمعصية (وَحَصُوراً) مبالغا في حبس النفس عن مقاربة النساء وسائر الشهوات والملاهي.
روي : «أنّه
مرّ في صباه بصبيان فدعوه إلى اللعب ، فقال : ما للّعب خلقت».
(وَنَبِيًّا مِنَ
الصَّالِحِينَ) أي : رسولا شريفا رفيع المنزلة ناشئا من الأنبياء
الصالحين ، أو كائنا من عدادهم.
(قالَ رَبِّ أَنَّى
يَكُونُ لِي غُلامٌ) استبعادا من حيث العادة ، أو استعظاما ، أو تعجّبا ، أو
استفهاما عن كيفيّة حدوثه (وَقَدْ بَلَغَنِيَ
الْكِبَرُ) أدركني كبر السنّ وأثّر فيّ وأضعفني. وكان له تسع
وتسعون سنة. وقيل : مائة وعشرون سنة ، ولامرأته ثمان وتسعون سنة. (وَامْرَأَتِي عاقِرٌ) لا تلد ، من العقر وهو القطع ، لأنّها ذات عقر من
الأولاد.
(قالَ كَذلِكَ اللهُ
يَفْعَلُ ما يَشاءُ) أي : يفعل ما يشاء من الأفعال العجيبة الخارقة للعادة ،
مثل ذلك الفعل ، وهو إنشاء الولد من شيخ فإن وعجوز عاقر ، أو كما أنت عليه وزوجك
من الكبر والعقر يفعل ما يشاء من خلق الولد. أو (كَذلِكَ اللهُ) مبتدأ