responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 45

ضمّن معنى ، أقرّ واعترف. ويجوز أن يكون من قياس : فعلته فأفعل ، فيكون «آمن» بمعنى : صار ذا أمن في نفسه بإظهار التصديق.

وحقيقة الإيمان في الشرع هو التصديق والاعتراف بما علم بالضرورة أنّه من دين محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، من المعرفة بالله وصفاته وبرسله وبجميع ما جاءت به رسله ، ومن ذلك البعث والجزاء وغيرهما من أحوال المعاد. فمن أخلّ بالاعتقاد وحده فمنافق ، ومن أخلّ بالإقرار فكافر. والعمل لا يكون جزء الإيمان على الأصحّ ، فمن أخلّ به فهو مؤمن فاسق.

والغيب مصدر وصف به للمبالغة ، كالشهادة في قوله تعالى : (عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) [١].

والمراد به الخفيّ الّذي لا يدركه الحسّ ، ولا يقتضيه بديهة العقل. وهو قسمان : قسم لا دليل عليه ، وهو المعنيّ بقوله تعالى : (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ) [٢]. وقسم نصب عليه دليل ، كالصانع وصفاته واليوم الآخر وأحواله ، وهو المراد به في الآية.

هذا إذا جعلته صلة للإيمان وأوقعته موقع المفعول. وإن جعلته حالا على تقدير : ملتبسين بالغيب ، كان بمعنى الغيبة والخفاء. والمعنى : أنّهم يؤمنون غائبين عنكم ، لا كالمنافقين الّذين إذا لقوا الّذين آمنوا قالوا آمنّا ، وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنّا معكم.

وقيل : المراد بالغيب القلب. والمعنى : يؤمنون بقلوبهم ، لا كمن يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم.

فالباء على الأوّل للتعدية ، وعلى الثاني للمصاحبة ، وعلى الثالث للآلة.


[١] الأنعام : ٧٣.

[٢] الأنعام : ٥٩.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست