(إِنَّ اللهَ يُحِبُّ
التَّوَّابِينَ) عن النجاسات الباطنة ، وهي الذنوب (وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) بالماء من النجاسات الظاهرة ، أو المتنزّهين عن الفواحش
والأقذار ، كمجامعة الحائض.
ولمّا بيّن
سبحانه أحوال النساء في الطهر والحيض عقّبه بقوله : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ
لَكُمْ) مواضع حرث ، أو ذوات حرث لكم. شبّههنّ بها للأمر
المشترك بينهما ، وهو مطلق الانتفاع من الولد واللذّة (فَأْتُوا حَرْثَكُمْ) أي : مواضع حرثكم ـ يعني : نساءكم ـ كما تأتون المحارث (أَنَّى شِئْتُمْ) من أين شئتم ، أو كيف شئتم ، كما تأتون أراضيكم الّتي
تحرثونها من أيّ جهة شئتم. وقال : الضحّاك : متى شئتم. وهو خطأ عند أهل اللغة ،
لأنّ «أنّى» لا يكون إلا بمعنى : من أين ، كما قال : (أَنَّى لَكِ هذا)[١].
واستدلّ مالك
بقوله : «أنّى شئتم» على جواز إتيان المرأة في دبرها. ورواه عن نافع ، عن ابن عمر.
وحكاه زيد بن أسلّم عن محمد بن المكندر. وبه قال كثير [٢] من أصحابنا ،
وبه وردت الأخبار الصحيحة [٣] عن أئمّتنا عليهمالسلام ، فتخصيص الحرث بالنسل حسب ضعيف.
(وَقَدِّمُوا
لِأَنْفُسِكُمْ) ما يدّخر لكم الثواب بإرسال الأعمال الصالحة.
وقيل : هو طلب
الولد ، فإنّ في اقتناء الولد الصالح تقديما عظيما ، لقوله عليهالسلام :