responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 348

النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً) [١]. وكان المسلمون يشربونها ، وهي لهم حلال. ثمّ إنّ عمر ومعاذا ونفرا من الصحابة قالوا : يا رسول الله أفتنا في الخمر ، فإنّها مذهبة للعقل ، فنزلت : (فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ) ، فشربها قوم وتركها آخرون. ثمّ دعا عبد الرحمن بن عوف ناسا منهم ، فشربوا وسكروا ، فأمّ بعضهم ، فقرأ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قل يا أيّها الكافرون أعبد ما تعبدون بحذف كلمة «لا» فنزلت : (لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى) [٢] ، فقلّ من يشربها. ثمّ دعا عتبان بن مالك قوما فيهم سعد بن أبي وقّاص ، فلمّا شربوا وسكروا افتخروا وتناشدوا حتّى أنشد سعد شعرا فيه هجاء الأنصار ، فضربه أنصاريّ بلحي [٣] بعير ، فشجّه موضحة ، فشكا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال عمر : اللهمّ بيّن لنا في الخمر بيانا شافيا ، فنزلت : (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ) إلى قوله : (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) [٤] ، فقال عمر : انتهينا يا ربّ.

ولمّا كان سؤالهم عن حكم الخمر والميسر والتصرّف فيهما لا عن حقيقتهما ، فمعنى الآية : ويسألونك عن تعاطي الخمر والميسر (قُلْ فِيهِما) في تعاطيهما (إِثْمٌ كَبِيرٌ) حيث إنّه يؤدّي إلى الإعراض عن المأمور به وارتكاب المحظور (وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ) من الطرب وكسب المال والالتذاذ ومصادقة الفتيان ، وفي الخمر خصوصا تشجيع الجبان وتوفير المروءة وتقوية الطبيعة (وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما) أي : المفاسد الّتي تنشأ منهما أعظم من المنافع المتوقّعة منهما ، ولهذا قيل : إنّ هذه الآية محرّمة للخمر ، فإنّ المفسدة إذا ترجّحت على المصلحة اقتضت تحريم الفعل. وأمّا


[١] النحل : ٦٧.

[٢] النساء : ٤٣.

[٣] اللّحي ، بفتح اللام : عظم الحنك الذي عليه الأسنان ، ومنبت اللحية من الإنسان وغيره.

[٤] المائدة : ٩٠ ـ ٩١.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 348
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست