وقال الحسن :
ذكر المغفرة والرحمة هاهنا لإرادة إيجاب الرجاء والطمع على المؤمنين ، لأنّ رجاء
رحمة الله من أركان الدين ، واليأس من رحمة الله كفر ، كما قال : (لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا
الْقَوْمُ الْكافِرُونَ)[١] ، والأمن من عذابه خسران ، كما قال : (فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ
الْخاسِرُونَ)[٢] فمن الواجب على المؤمن أن لا ييأس من رحمته ، ولا يأمن
من عقوبته. ويؤيّده قوله : (يَحْذَرُ الْآخِرَةَ
وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ)[٣] وقوله : (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
خَوْفاً وَطَمَعاً)[٤].
ثمّ ذكر سبحانه
بيان حكم آخر من أحكام الشريعة ، فقال : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ
الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ) روي أنّ جماعة من الصحابة أتوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالوا : أفتنا في