ثمّ بيّن
سبحانه أمر الجهاد الّذي هو معظم أركان الإسلام ، فقال : (وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) جاهدوا لإعلاء كلمته وإعزاز دينه (الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ) قيل : كان ذلك قبل أن أمروا بقتال المشركين كافّة ،
المقاتلين منهم والمتقاعدين ، لما روي أنّ المشركين صدّوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عام الحديبية ، وصالحوه على أن يرجع من قابل فيخلوا له
مكّة ثلاثة أيّام ، فرجع لعمرة القضاء ، وخاف المسلمون وهم يومئذ كانوا ألفا
وأربعمائة أن لا يفوا لهم ويقاتلوهم في الحرم والشهر الحرام ، وكرهوا ذلك ، فنزلت.
وعن الربيع بن أنس : هي أوّل آية نزلت في القتال بالمدينة ، فكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقاتل من قاتل ويكفّ عمّن كفّ.