أي : مع الدهن ، وكذلك قول الداعي للمعرس : بالرفاء والبنين ، معناه :
أعرست ملتبسا بالرفاء والبنين.
وإنّما قدّر
المحذوف متأخّرا لأنّهم يبتدؤن بالأهمّ عندهم ، ويدلّ على ذلك قوله : (بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها)[١] ، وقوله : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) فإنّه أهمّ وأدلّ على الاختصاص ، وأدخل في التعظيم ، وأوفق
للوجود ، لأنّ وجوده تعالى مقدّم على كلّ ما سواه ، فينبغي أن يكون اسمه في اللفظ
كذلك. وهذا وما بعده إلى آخر السورة مقول على ألسنة العباد ليعلموا كيف يتبرّك
باسمه ، ويحمد على نعمه ، ويسأل من فضله.
وإنّما كسرت
الباء ومن حقّ الحروف المفردة أن تفتح كـ «واو» العطف لاختصاصها بلزوم الحرفيّة
والجرّ ، بخلاف الكاف والواو واللام [٢] ، فكسرت لمشابهتها بلام الأمر ولام الجرّ داخلة على
المظهر في لزوم الحرفيّة ، وإن كانت الفتحة أولى بهما ، ليتميّز لام الأمر عن لام
التأكيد ، فإنّهما يدخلان المضارع ، ولام التأكيد مفتوح على أصله. ولام الجرّ يدخل
المظهر والمضمر ، فإذا دخل على المظهر يكون مكسورا ليتميّز عن لام الابتداء ،
فإنّهما يدخلان المظهر ، ومفتوحا إذا دخل على المضمر ، لأنّ لام الجرّ يدخل على
المضمر إذا كان متّصلا ، ولام الابتداء يدخل على المضمر إذا كان منفصلا ، فيتحصّل التمييز
بين لام الجرّ ولام الابتداء في المضمر بنفس المضمر ، ولا يحتاج إلى الكسر.
وإنّما قيل :
بسم الله ، ولم يقل : بالله ، لأنّ التبرّك والتيمّن والاستعانة بذكر اسمه ، أو
للفرق بين اليمين والتيمّن.
وأصل الاسم «سمو»
عند البصريّين ، فهو من الأسماء الّتي حذفت أعجازها