ولمّا شرح الله
تعالى قبائح السّلف من اليهود شرع في قبائح المعاصرين منهم لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وجدّهم واجتهادهم في الطعن والقدح في دينه ، فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا
راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا).
الرعي حفظ
الغير لمصلحته. وكان المسلمون يقولون للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا ألقى إليهم شيئا من العلم : راعنا ، أي : راقبنا
وتأنّ بنا فيما تلقّننا حتى نفهمه ونحفظه ، وسمع ذلك اليهود فافترصوه وخاطبوه به
مريدين نسبته إلى الرعن وهو الحمق ، أو سبّه بالكلمة العبرانيّة الّتي كانوا
يتسابّون بها ، وهي : راعينا ، فنهي المؤمنون عنها ، وأمروا بما يفيد تلك الفائدة
، ولا يقبل التلبّس ، وهو : انظرنا ، بمعنى :
انظر إلينا ،
فحذف حرف الجرّ ، أو بمعنى : انتظرنا ، من «نظره» إذا انتظره.